11 February, 2013

هلوسات حريم السلطان

نعم هذا صحيح، لقد وقعت في فخ الانتاجات التلفزيونية مع مسلسل "حريم السلطان" بعد مقاطعة التلفزيون لاكثر من ١٠ سنوات. طبعا هو في الاصل اسمه "القرن العظيم" لانه يروي قصة مجد الدولة العثمانية في زمن السلطان سليمان القانوني، الا ان كلمة "حريم" اكيد سوف تبيع اكثر في الوطن العربي

ملل الثلوج و"رزعة" البيت اعطتني الفرصة لمشاهدة مزيد من الحلقات…كم هي جميلة هويام (او السلطانه هُرم)، على الاقل لا يوجد "تلطيخ" الوجوه بالمكياج وعمليات التجميل البلاستيكية كما هو الحال لدي الممثلات العربيات. تمثيل الجميع مبهر للغاية، لدرجة انني حلمت بأني امثل احد الادوار في المسلسل، حيث بدأت "ناهد دوران" بالردح لانها اكتشفت انني في صف "هويام" الا ان صراخها كان بالتركي، وكنت انظر من حولي (بعرض اي حد) ليقوم بدبلجة ما يحصل امامي مستخدما اللهجة السورية تماما كما اشاهدها، ولكن لا من مجيب. يبدو ان السوريين انشغلوا بمصيبتهم، الشهداء اصبحوا عدّاد ارقام فقط، شو حلو


استيقظت من الكابوس وما زلت عالقا في زنزانة الثلوج، واواجه مصيبة تسريب المياه في بعض اجزاء من البيت بسبب عبدو الباكستاني (والثاني هو اسم عائلته وليس لقبه) الذي قام بعملية نصب موفقة، حيث اقنعني بتركيب شبابيك جديدة، اننتهت بتشطيبات سيئة للغاية، واختفاء عبدو حتى بعد ان استعنت بمحامي. عبدو لديه لحية وشخصية تقنعك بالتقوى، كان يطلب مني ان يصلي طوال وقت الورشة. ذكرني بمعد تقرير التلفزيون الاردني الذي سجد على الثلوج امام الكاميرا حمدالله، في صدمة لم تستوعبها عيني! (اكشن: يلا اسجد) متخيلا صوت المخرج. كيف وصلت بنا الامور لان نشاهد كل هذا
النفاق والبيروقراطية باستعمال اقنعة الايمان والدين

وبعد ذوبان الثلج مباشرة قرر شخص ان يصدمني بسيارته من الخلف، محدثا ضررا لا بأس به، ومعتذرا لانه كان يتحدث على هاتفه الخلوي وينظر الى اليمين، وفي لحظة عصبيه قلت له (بتحب اعطيك بزر بالمره كمهمة ثالثة اثناء القيادة) لاني مدرك تماما البهدلة التي ستحدث بسبب اهمال وغلطة شخص مستهتر. وفعلا استغرقني وقت اكثر من ثلاث ساعات ما بين كروكا حادث وانتظار في مخفر عفن بكل معنى الكلمة، فالحيطان وسخة والحمامات قذرة، ولا يوجد اي نوع من انواع خدمة المواطن المحترمة، انت انسان تفتقد لكرامتك في اي جهة حكومية. "وين مصارينا بتروح" كنت اتسائل طوال فترة انتظاري في المخفر. تآميني شامل ومع ذلك انتهي بي المطاف بالاستغناء عن سيارتي لبضعة ايام في التصليح، وبدفع مبلغ ١٠٠ دينار بدل استهلاك، وهي احد سياسات شركات التأمين المحتاله، وطبعا اللجوء لاستعمال التكاسي التي تعكس معنى كلمة الفساد، وذاك المرعى من ذاك الراعي، واضواء الشوارع منطفئة في محاولة حكومية لتحويل عمّان الى مدينة اشباح، وكأنه ينقصها بشاعة. اين ذهبت محاولات التوفير عندما كانت تمتلأ الشوارع باضواء قبيحة التصميم، لمدة سنة تقريبا، عن معركة الكرامة والثورة العربية وكلمة مبروك؟ مبروك ع شو؟ ع النصب والاحتيال! تضيئون الشوارع نفاقا من اموالنا، ثم تقررون ان تقطعوها بحجة التوفير؟ وما وفرتوه الآن اين هو؟ وين ضرايبنا يا حكومة تدعي القوانين والعدل؟ اين المليارات التي جمعتوها من نقود الشعب؟ هل من توضيح لنفقات الدولة؟ انظروا من حولكم


 آخ... الآن ادركت سبب تعلقي بحريم السلطان، فلربما انني وجدت في قبلات هيام وسليمان مهربا من ضغط عمّان، او لربما كان زمن قطع الرؤوس وتطبيق القوانين قبل ٥٠٠ عام  يروق لي انا من يعيش في زمن ضعفاء النفوس ومغتصبين الحقوق في بلد يدعي الديمقراطية والتحضر. على احر من الجمر بانتظار حريم السلطان الجزء الثالث، ولأجرب سكوتا قليلا