بكالوريوس فنون قبيحه

بالأمس قمت بزيارة جامعة اليرموك في إربد، وتحديدا كلية الفنون الجميلة، وذلك لتقديم الدعم المعنوي لأحد الأصدقاء في مشروع تخرجه من قسم تصميم الجرافيك. وفي الطريق الى هناك، أخذتني الذاكرة ست سنوات الى الوراء لأتذكر مشروعي في نفس الكلية والقسم، ولكن في جامعة العلوم التطبيقية، فما زلت أحب هذا المشروع بالرغم من التغييّر الكبير الذي طرأ على الأساليب والتقنيات والمفاهيم التصميمية من ذاك الوقت حتى الآن، وأحبه لأنه يذكرني بتلك الأيام التي بذلت فيها المجهود الأكاديمي ،أنا وزملائي ، وسهرت الليالي بحثا عن عالم تصميم حقيقي متمرّد بأسلوبه، جريء بألوانه، يملئه المنطق الفني والحس المرهف، و طبعا لا ننسى فضل المعلمين آنذاك

المهم، الله وكيلكم إوصلت لليرموك وياريتني ما اوصلت... كل الأفكار الجميلة تبخرت... ياالله علّي شفته!! يعني لسه الإحباط معاي لغاية هذه اللحظة، فللأسف كان الوضع مزري جدا، بداية من مدخل الكلية الذي يوحي بإنك داخل على خرابة أو سجن، وانتهاءً ب 31 مشروع فاشلين كل الفشل، بس الحمدلله كان في 2 ممتازين ( منهم مشروع صديقي طارق) و2 جيدين، طيب... من المسؤول عن هذه الشناعة في تقديم تلك المشاريع؟ من يقف وراء هذا الفشل؟ معقول؟ هل هو نظام التعليم الموازي لجني المال؟ أم تقصير من المعلمين المتخاذلين وضميرهم الذي أكله العفن؟ أم الطلاب اللي أخذوا في حالهم مقلب وانتسبوا لكلية الفنون متوهمين أنهم مصممين المستقبل؟ أين ذهب الفن والتفكير الإبداعي في 31 مشروع ل 31 مصمم يحملون خلفيات مختلفة؟ حتى تقنياً، من ناحية إستخدام برامج التصميم، كان وضهعم زي الزفت

طلاب يتخرجون وهم لا يعرفون معنى شعارشركة أو هويه إعلانية! لا يحملون حتى مهارات التواصل والتعبير عن فنونهم لا بالتصميم ولا بالكلام! جميع نظريات الألوان، التوازن، الإنسجام، فن صف الأحرف... كلها انهارت أمام تلك المشاريع! طب ما هي نوعية الخدمات التي سيقدمها هؤلاء المصميمين لمجتمعهم عندما يتأرجحون في حقول العمل؟ وإذا كنّا نتكلم عن مصمم جرافيكي مختص، شو ضّل حكي نقوله للدخلاء والمخربين على هذا المجال والقادمين من مجالات بعيدة كل البعد عن فن التصميم؟ كيف حدث هذا في جامعة قامت بتخريج مصممين ممتازين حاليا في عملهم! جد لو بس شفتوا اللي أنا شوفته ،أعتقد أنّ هناك مصيبة حقيقية تهدد مستقبل التصميم الجرافيكي في بلدنا فوق ما هوه ماكل هوا.. وعلى رأي فيلم تعددت الأسباب: آل ديزاينر آل، بلا ديزاينر بلا هم